قريش تطالب محمد توحيد ألآلهه الوثنية
قال ابن إسحاق : واتخذ أهل كل دار في دارهم صنما يعبدونه فإذا أراد الرجل منهم سفرا تمسح به حين يركب فكان ذلك آخر ما يصنع حين يتوجه إلى سفره وإذا قدم من سفره تمسح به فكان ذلك أول ما يبدأ به قبل أن يدخل على أهله فلما بعث الله رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم بالتوحيد أبن هشام الجزء الأول قالت قريش : أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب وكانت العرب قد اتخذت مع الكعبة طواغيت وهي بيوت تعظمها كتعظيم الكعبة ، لها سدنة وحجاب وتهدي لها كما تهدي للكعبة وتطوف به كطوافها بها ، وتنحر عندها . وهى تعرف فضل الكعبة عليها ، لأنها كانت قد عرفت أنها بيت إبراهيم الخليل ومسجده
فمن هو الله الذى يقصده محمد نبى الإسلام ؟
كما كانت ألسنتهم قد اعتادت القسم باللات والعزى في زمن الجاهلية كما قال النسائي أخبرنا أحمد بن بكار حدثنا عبد الحميد بن محمد قالا حدثنا مخلد حدثنا يونس عن أبيه حدثني مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : حلفت باللات والعزى .. فقال لي أصحابي : بئس ما قلت .. قلت : هجرا.. فأتيت رسول صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال : " قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وانفث عن شمالك ثلاثا وتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثم لا تعد".
وكانت قريش تزور بيت العزى حيث تقدم هدايا وتتقرب عنده بالذبح فى المنحر الذى كان يسمى بـ " الغبغب " وكانت لحوم القرابين تقسم بين الحاضرين , وفى الغبغب يقول قيس بن الحدادية الخزاعى :
تلينا ببيت الله أول حلفة والا فالأنصاب يسرن بغبغب
يسرن = أى يرتفعن راجع الأصنام – إبن الكلبى ص 21 هامش 5
وإعتقد العرب أن العزى شيطانة وبنوا فى وادى حراض حرماً يضاهون به حرم الكعبة .. وكانت الأشجار حوله مقدسة لا يجوز قطعها والإعتداء عليها .. لأنهم كانوا يعتقدون فى أن شيطانة الآلهة تسكن فى جذوعها كانت عبادة النخل معروفة فى نجران .. كما قال الياقوت فى معجم البلدان ( نجران) ج4 ص 753 فقال : " وكان أهل نجران يومئذ على دين العرب يعبدون نخلة لهم عظيمة بين أظهرهم , ولها عيد كل سنة , فإذا كان العيد علقوا عليها كل ثوب حسن وجدوه وحلى النساء " وذلك قبيل دول نجران المسيحية .. اما عن الإعتقاد فى سكنى الآلهة والأرواح فى جذوع النخل والأشجار التى عبدها الساميون راجع محمد محمود جمعة _ النظم الإجتماعية والسياسية عند قدماء العرب والساميين ص 134 – 135 وخاصة تلك السمرات الثلاث ببطن الوادى حول بيت (كعبة ) العزى ..
إلا أن الشيطانة التى ذكرت فى القصة السابقة ليس عليها دليل لأنه قيل أن زهير إبن جناب هو الذى هدم البيت وقتل ظالماً ( الذى بنى بيت العزى) لأنه بناه ليصرف الحجاج عن مكة ويجترئ الناس به عن الكعبة
وإن الدارس للتاريخ يستنتج أن سيطرة عبادة الله إله القمر إنما هو تم لمصلحة المكيين وأهل قريش لأنه فيما يبدوا أن الحجاج بدأوا ينصرفون عن عبادة الأنصاب فى كعبة مكة ولهذا لم تبقى إلا الأنصاب فى مكة والله إله القمر والهلال فوق المآذن وجميع المراسيم الوثنية .
(Islamic Invasion- Robert A Morey- Published by Christian Scholars 1992- Press 1350 e. flamingo Rd suite 97 Las Vegas, NV 88119) Pg.52أمارس العرب الوثنيين عبادة الأصنام (التماثيل) والأنصاب (عبادة الحجارة) وظلت هذه العبادات الوثنية يمارسها المسلمين بدون تفكير حتى الآن بعد أن جعلها الأسلام سنة للحج التى منها عبادة الأنصاب (الحجر الأسود)
__________________________________________________(1) تاريخ اليعقوبى هو تاريخ أحمد بن أبى يعقوب بن جعفر بن وهب ابن واضح الكاتب العباسى المعروف باليعقوبى ج1 بيروت 1379 هـ 1960 م دار بيروت للطباعة والنشر ودار صادر للنشر ص 254(2) إسم لحى هو : ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر